كتبت/مرثا عزيز
لم يكتسب الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي أشرف لعدة سنوات على جهود الحرب الأميركية في الشرق الأوسط ورشحه الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع، على لقب “الكلب المجنون” من فراغ.
فقد رأس ماتيس (66 عاما) كتيبة قوات مشاة البحرية (مارينز) خلال حرب الخليج الأولى، وفرقة تابعة لقوات المارينز خلال غزو العراق في 2003. وفي 2010 رشح ماتيس، وهو من ولاية واشنطن، المعروف بخطابه الحاد رئيسا للقيادة الأميركية العسكرية الوسطى.
ومنحه ذلك سلطة على القوات في العراق حيث ساعد على وضع مقاربة ضد التمرد قبل أن يشرف على الانسحاب الأميركي من العراق، وكذلك في أفغانستان حيث نفذ عملية زيادة لعديد القوات. كما منحه ذلك مسؤولية على منطقة تشمل سوريا واليمن وإيران.
وفي السابق قاد الجنرال القيادة المشتركة للقوات الأميركية وقيادة حلف شمال الأطلسي المكلفة إعداد قوات التحالف لمواجهة تحديات المستقبل.
واكتسب الجنرال لقب “الكلب المجنون” بسبب مشيته المختالة التي اكتسبها في المعارك التي شارك فيها، ولغته الفظة التي يشتهر بها عناصر قوات المارينز. ونقل عنه قوله “كن مؤدبا، كن مهنيا، ولكن لتكن لديك خطة لتقتل جميع من تقابلهم”.
وأعلن ترامب ترشيح ماتيس الخميس 1 كانون الثاني ـ نوفمبر 2016، في أول تجمع له بعد فوزه في الانتخابات، عقده في أوهايو”.
وقال أمام حشد كبير من انصاره في سينسيناتي “سنعين /الكلب المجنون/ ماتيس وزيرا لدفاعنا”. وأضاف “إنه الأفضل. هم (الجنرالات الآخرون) يقولون إنه الأقرب إلى الجنرال جورج باتون” في إشارة إلى القائد العسكري الذي برز خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي حال وافق مجلس الشيوخ على تعيينه، سيكون ماتيس أول جنرال متقاعد يشغل منصب وزير الدفاع منذ جورج مارشال في 1950 الذي خدم في إدارة الرئيس هاري ترومان.
“الراهب المحارب”
تسببت تصريحات ماتيس اللاذعة له ببعض المشاكل. فقد قال خلال نقاش في سان دييغو في 2005 “تتوجه إلى افغانستان، وتجد رجالا يصفعون النساء على وجوههن منذ خمس سنوات لأنهن لا يرتدين الحجاب. تعلمون، أشخاص مثل هؤلاء لم تعد لديهم أي رجولة. ولذلك فإنه من الممتع جدا إطلاق النار عليهم”. وقد اعتذر لاحقا على تصريحاته.
ولكن رغم ذلك فإن ماتيس يتمتع بجانب آخر ثقافي. فقد أصدر قائمة بالكتب التي يجب أن يقرأها عناصر مشاة البحرية الأميركية (المارينز) تحت قيادته، وقال لهم إن أهم منطقة في المعركة هي المنطقة “التي تقع بين اذنيكم”.
وهو خبير في الشؤون الحربية، ويقال إن مكتبته الشخصية تحتوي على أكثر من سبعة آلاف مجلد. كما أنه لم يتزوج في حياته ما أكسبه لقب “الراهب المحارب”.
ومثل الجنرال مايكل فلين الذي اختاره ترامب مستشارا للأمن القومي، فإن ماتيس ينتقد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بشأن برنامجها النووي.
ورغم أن ترامب تحدث بشكل إيجابي عن العمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ماتيس حذر من أن موسكو تريد “تقسيم حلف شمال الأطلسي”.
وقال السناتور جون ماكين الذي يرأس لجنة الخدمات العسكرية التي تعقد جلسات تأكيد تعيين وزير الدفاع المقبل، إن ماتيس “هو أحد أفضل الضباط العسكريين في جيله، وقائد فذ”.
إلا أن ماتيس سيحتاج الى استثناء خاص من قانون يحظر على أي جنرالات متقاعدين تولي منصب وزارة الدفاع لمدة سبع سنوات بعد تقاعدهم. ويهدف القانون إلى ضمان السيطرة المدنية على جيش البلاد. وحصل مارشال على الاستثناء في 1950.